يحتوي الهواء وخاصة في المدن الصناعية والمزدحمة بالسيارات على العديد
من الملوثات، بما في ذلك أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد
النترات. إن أول أكسيد الكربون يأتي بشكل رئيسي من عوادم السيارات، ثم من
الدخان المنبعث من السجاير . ومن المعروف أن ممارسة النشاط البدني بشدة
8-10معتدلة تؤدي إلى زيادة حجم الهواء المستنشق بواسطة الرئتين بحوالي
أضعاف ما يتم استنشاقه أثناء الراحة ، وبالتالي فإن ممارسة النشاط البدني،
كالمشي أو الجري، بالقرب من الشوارع المزدحمة بالسيارات يقود إلى زيادة كمية
الملوثات المستنشقة، والنتيجة هي تهيج المجاري التنفسية لدى الفرد ، وانخفاض
أداءه البدني، واحتمال إصابته ببعض المشكلات الصحية . إن الخطور ة من
استنشاق أول أكسيد الكربون تكمن في أن له خاصية الاتحاد مع الهيموجلوبين
(الذي هو خضاب الدم المسئول عن حمل الأكسجين ) بدرجة تزيد بأكثر من 200
مرة على قدرة الأكسجين بالاتحاد بالهيموجلوبين، وبالتالي تنخفض قدرة الدم على
حمل الأكسجين، ويعتقد أن الشخص الذي يمارس نشاط بدني لمدة 30 دقيقة
بالقرب من الشوارع المزدحمة بالسيارات يتعرض إلى ك مية من أول أكسيد
الكربون (المنبعثة من عوادم تلك السيارات ) تعادل تدخين نصف علبة من
السجائر.
أما ثاني أكسيد الكبريت، فإن ارتفاع تركيزه في الهواء، إذا تزامن مع زيادة
في الرطوبة النسبية، يؤدي إلى حدوث تقلصات في الشعب الهوائية داخل الرئتين،
وبالتالي إلى صعوبات في التنفس، خاصة لدى الذين يعانون أصلاً من الربو
المصاحب للجهد البدني.
بالإضافة إلى ما سبق من قول، فإن التلوث الحاصل في المدن نتيجة زيادة
المركبات الهيدروكر بونة، كالبنزين وغيره، إذا تزامن مع أشعة الشمس فإنه يؤدي
إلى تكوين غاز الأوزون في الهواء، الذي يكو?ن مع غيره من الملوثات طبقة تلوث
(كالسحابة المنخفضة الارتفاع ) تكون واضحة للعيان في بعض المدن ، هذه الطبقة
من الأوزون تساهم بشكل كبير في حالة استنشاقها من قبل الفرد في التأثير السلبي
على الوظائف التنفسية.
د. هزاع بن محمد الهزاع
دكتوراه في فسيولوجيا الجهد البدني
زمالة الكلية الأمريكية للطب الرياضي
الأستاذ والمشرف على مختبر فسيولوجيا الجهد البدني
قسم التربية البدنية وعلوم الحركة
كلية التربية – جامعة الملك سعود
نسخة منقحة 1426 ه/ 2005 م